يعقوب أصله أبا عمر قول ابن الجزلي أشد التشقَّق جمع ذرية حلى وتشقق بتخفيف الشين على أنه مضارع تشقق على وزن تفعل وأصله تتشقق فحذفت إحدى التائين تخفيفا وأما تشقق بتشديد الشين فأصله تتشقق فأدغمت التاء في الشين وذلك لقربهما في المخرج إذ التاء تخرج من طرف اللسان وأصول الثناية العليا والشين تخرج من وسط اللسان مع ما فوقه
من الحنك الأعلى كما أنهما مشتركان في الصفات الآثية الهمس والاستفال والانفتاح والإصمات قوله تعالى تشقق السماء بالغمام وكذا ونزل الملائكة في كلمة السماء وكذا في كلمة الملائكة مد متصل وهو بالطول لورش ولي حمزة وللباقينا التوسط وهذا ما استقر عليه رأي الأئمة قديما وحديثا وإذا أخذنا بمذهب الفويقات فيزيد لقالون وبن
كثير وأبي عمر وأبي جعفر ويعقوب فويق القصر أي المد ثلاث حركات ويزيد لعاصم فويق التوسط وهو المد خمس حركات قال الشاطبي إذا ألف أوياؤها بعد كسرة أو الواو عن ضم لق الهمز طولة قال شراح قد اتفق القراء على مد المتصل زيادة على ما فيه من المد الأصلي ولكنهم متفاوتون في هذه الزيادة وإن كانت عبارة الناظم مطلقة تحتمل التسوية
كما تحتمل التفاوت وقد نقل عنه تلميذه العلامة السخاوي أنه كان يقرأ في هذا النوع بمرتبتين طولا لورش وحمزة وتُقدَّر بثلاث ألفات أي بست حركات ووسطا وتُقدَّر بألفين أي بأربع حركات وهي لباقي القراء وقال ابن الجزري ومدهم وموسط بقي بيان مال حمزة وهشام من الأوجه عند الوقف على السماء اعلم أنه شاماً وحمزة يبدلان الهمزة
ألفاً عند الوقف من جنس ما قبله وحينئذ يجتمع ألفان فيجوز حذف إحداهماً تخلصاً من اجتماع ساكنين في كلمة واحدة ويجوز إبقاؤهماً لجواز اجتماع الساكنين عند الوقف فعلى حذف إحداهماً يحتمل أن يكون المحظوف الأولى وأن يكون الثانية فعلى تقدير أن المحذوف هي الأولى يتعين القصر لأن الألف حينئذ تكون مبدلة من همزة فلا يجوز فيها
إلا القصر مثل بدى وأنشى عند الوقف لهما وعلى تقدير أن المحذوف هي الثانية يجوز المد والقصر لأنه حرف مد وقع قبل همز مغير بالبدل ثم الحذ وعلى إبقائهما يتعين المد بقدر ثلاث ألفات ووجه ذلك أن في الكلمة ألفين الألف الأولى والألف الثانية المبدلة من الهمزة وتزاد ألف ثالثة للفصل بين الألفين فيمد ست حركات لأن مقدار الألف
حركتان وعلى هذا يكون في الوقف عليه وجهان القصر والمد ويكون القصر على تقدير حذف الأولى أو الثانية ويكون المد على تقدير إبقاء الألفين أو حذف الثانية وصرح العلماء بجواز التوسط فيه قياسا على سكون الوقف فيكون فيه ثلاثة أوجه عند إبدال الهمزة ألفاً وهي القصر والتوسط والمد وفيه وجهان آخران وهما تسهيل الهمزة بين بين مع
رومها ويكون ذلك مع المد والقصر ووجه اشتراط روم الهمزة مع تسهيلها وعدم الاكتفاء بالتسهيل أن الوقف بالحركة الكاملة لا يجوز فمجموع الأوجه الجائزة لهشام وحمزة في الوقف على السماء وأمثاله خمسة هكذا السماء السماء السماء السماء السماء والهشام التوسط مع التسهيل بالروم بدلا من الطول عند حمزة هكذا السماء وللباقينا
الحمز هكذا السماء ويراعة تفاوت المد وهذه الأوجه الخمسة تجوز أيضا لحمزة وهشام في الوقف على الهمز المتطرف الواقع بعد ألف إذا كان مجرورا نح في السماء واعلم أنه شاما يشارك حمزة في هذه الأوجه كلها ولا فرق بينه وبينه إلا في وجه التسهيل مع المد فإن حمزة يمد بمقدار ثلاث ألفات وهشاما بمقدار ألفين كما سبق بيانه أما إذا كان
الهمز متطرفاً مفتوحاً وقع بعد ألف نحو السماء فليس فيه عند الوقف لحمزة وهشام إلا الإبدال مع القصر والتوسط والمد وليس فيه غير ذلك وسيأتي الكلام على الوقف على كلمة الملائكة قال الناظم ويبدله مهما تطرف مثله ويقصر أو يمضي على المد أطولا وقال أيضا وإن حرف مد قبل همز مغير يجز قصره والمد ما زال أعدلا وكذا قال وما قبله
التحريك أو ألف محركا طرفا فالبعض بالروم سهلا ودليله شام ومثله يقوله شام ما تطرف مسهل وقد قرأ خلف العاشر وقفا كالباقي بالهمز قال الناظم وسلمع فس الفشاء وحقق همز الوقف والسكت أهملا قوله تعالى ونزل الملائكة قرأ ابن كثير بنونين الأولى مضمومة والثانية ساكنة مع تخفيف الزاي ورفع اللام ونصب تاء الملائكة ها كذا وننزل
الملائكة تنزيلا وغير ابن كثير بنون واحدة مضمومة مع تشديد الزاي وفتح اللام ورفع تاء الملائكة ها كذا ونُزِّلَ المَلَائِكَةُ تَنْزِيلًا مع مُرَاعاتِ تفاوطِ المَدْ وسَتَأْتِي قِرَاءَةُ السُّوسِيِّ قال الشاطبي ونُزِّلَ زِدْهُ النُّونَ وَارْفَعْ وَخِفَّةً والمَلَائِكَةُ المَرْفُوعُ يُنصَبُدُ خلُولًا وقِراءَةُ
ابن كثيرٍ ونُنزِّلُ المَلَائِكَةَ على أنه مضارع أنزل الرباعي مسند إلى ضمير العظمة لأن قبله قوله تعالى وما أرسلنا قبلك وقوله وقال الذين لا يرجون لقائنا وقوله تعالى وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه فجرى الكلام على نسق واحد وفاعل ننزل ضمير مستتر وجوبا تقديره نحن والملائكة بالنصب مفعول به وأما قراءة الباقين ونزل
الملائكة فعلى أنه فعل ماض مبني للمجهول والملائكة بالرفع نائب فاعل تنبيه قال أبو عمر الداني في المقنع وهو كتاب في الرسم ونزل الملائكة تنزيل في مصاحف أهل مكة بنونين وفي سائر المصاحف ونزل بنون واحدة قوله تعالى الملائكة في الملائكة وقفا لحمزة تسهيل الهمزة مع المد والقص ها كذا الملائكة الملائكة قال الشاطبي سوى أنه من
بعد ما ألف جرى يسهله مهما توسط مدخل وقال أيضا وإن حرف مد قبل همز مغير يجز قصره والمد ما زال أعدل وقراءة الباقيين بالهمز بالهمز المحقق الملائكة ومعلوم أن لورش المد المشبع وفي الملائكة وقفاً للكسائي إمالة هاي التأنيث وما قبلها قولاً واحداً لأن الحرف الذي قبل هاي التأنيث كاف وهو من حروف أكهر وقد تحقق شرط إمالتها وهو
أن يأتي قبلها يا أُنساكنة أو كسرة وعلى هذا الإمالة على المذهبين الإمالة هكذا الملائكه والفتح للباقيين هكذا الملائكة وقد سبق الوقف عليها لحمزة وقد سبق أيضا معرفة مدها لورش قال إمام الشاطبي وفيها تأنيث الوقوف وقبلها ممال الكساء غير عشر لعدل ويجمعها حق ضغاط عص خضى وأكهر بعد لي يسكن ميلا أو الكسر والإسكان ليس بحاجز
ويضعف بعد الفتح والضم أرجلا لعبره مئة وجهه وليكه وبعضهم سوى ألف عند الكسائي ميلا فائدة قرائية تتعلق بإمالتها التأنيث قد اختلف في الممال في هذا الباب فذهب الجمهور إلى أن الممال هو ما قبلها التأنيث فقط وذهب جماعة كالداني والمهدوي وبن سوار إلى أنها ممالة مع ما قبلها وجمع المحقق ابن الجزري بين القولين بما هو ظاهر بي
فقال ولا يمكن أن يكون بين القولين خلاف إلى آخر ما قال فعاد النزاع في ذلك لفظية قوله تعالى الملائكة تنزيلا يوجد مثلان كبير في كلمتين قرأ بإدغامه مسوسي عن أبي عمر هكذا الملائكة تنزيلة والباقون بالإظهار هكذا الملائكة تنزيلة وسبق معرفة ما في الملائكة لورش وبن كثير وحمزة وشاهد الإدغام قول الشاطبي ودونك الادغام
الكبير وقطبه أبو عمر البصري فيه تحفلا أراد بذلك أن مذار الادغام على أبي عمر فمنه أخذ وإليه أسند وعنه اشتهر من بين القراء السبعة وصريح النظم يفيد أن الادغام لأبي عمر من الروايتين ولكن المقروأ به المعول عليه المأخوذ به من طريق الشاطبية والتيسير أن الإدغام خاص برواية السوسي عن أبي عمر وأما الدوري فليس له من طريق
النظم وأصله إلا الإظهار ولذلك قال السخاوي تلميذ الإمام الشاطبي في شرحه للشاطبية وكان أبو القاسم الشاطبي يقرأ بالإدغام الكبير من طريق السوسي لأنه كذا قرأ وقال الناظم أيضا وما كان من مثلين في كلمتيهما فلا بد من إدغام ما كان أولا إلى آخر ما قال هذا الله تعالى أعلى وأعلى